دموع أوباما على مقتل عشرين طفلا أمريكيا تهز العالم2012/12/15
الرئيس الأمريكي باراك أوباما
صورة: (ح.م)
لأنها عاصمة العالم، ولأن رئيسها هو رئيس العالم أيضا، فإن الجريمة
الشنعاء التي راح ضحيتها قرابة الثلاثين شخصا غالبيتهم من التلاميذ دون العاشرة من
العمر بمدرسة بنيوتاون بالولايات المتحدة الأمريكية شكلت الحدث الأول ليس في أمريكا
وإنما في كل المعمورة، دون أن يأخذ زعماء العالم الثالث والعربي بالخصوص العبرة من
هاته الفاجعة الإنسانية التي لم يسبق لأمريكا وأن عاشت مثيلا لها في تاريخها، رغم
أن حادث مرور بشع منذ أيام قتل مثيلا لهذا العدد من الأطفال في مصر، ورغم أن سلاح
بشار الأسد قتل أضعاف هذا الرقم في مختلف المدن السورية، ناهيك عن الثكالى والجوعى
والأيتام والمغتصبين من الأطفال في كل العالم.
.
عندما تبكي أمريكا يبكي العالم
عندما اهتزت الولايات المتحدة لأحداث الحادي عشر من شهر سبتمبر عام 2001
أظهرت الصور التلفزيونية الرئيس الامريكي الأسبق جورج بوش وهو يذرف الدموع، وأجبر
العالم على أن يقف دقيقتي صمت وليس دقيقة واحدة قناعة منه أن موتى الولايات المتحدة
ليسوا كموتى الآخرين، ثم أدخل العالم في دوامة من العنف عندما أعلن الحروب في مشارق
الارض ومغاربها ودفع العالم أضعاف قتلى تفجيري نيويورك، خاصة في افغانستان والعراق،
وعندما عاشت الولايات المتحدة مجزرة نيوتاون أعادت الفضائيات ومختلف المواقع
العالمية صورة باراك أوباما وهو يذرف الدموع، ونسيَ في لحظة الجميع قتلى أطفال
سوريا وغزة، ولكنهم جميعا احترموا الرئيس الأمريكي الذي أبان فعلا أنه يعيش للذين
عيّشوه عهدة رئاسية جديدة على رأس الولايات المتحدة بعيدا عن الطائفية والعرقية
وغيرها من أسباب الفتن والقتل الذي يمزق بقية البلدان ومنها سوريا التي تقول بعض
الإحصائيات أن عدد القتلى فيها من الأطفال قد بلغ 3767 دون أن يذرف بشار الأسد دمعة
واحدة، بل إن التلفزيون السوري يحاول دائما تقديم صوره وهو باسم، غير آبه بما يحدث
لشعبه، وحتى غالبية قادة المعارضة السورية لم تُظهر الصور تأثرهم بما يحدث من تقتيل
للأطفال
ولعامة
الشعب
في
سوريا.
.
جنازة رسمية للأطفال وتسمية مدارس ورياض أطفال
بأسمائهم
لكل طفل من قتلى المجزرة الرهيبة التي هزت أمريكا الآن قصة، حيث بدأت
الكثير من دور النشر تجمع كل ما يتعلق بهؤلاء الضحايا الأبرياء لتحوله إلى أسطورة،
مع التحضير لفيلم مؤثر عن المجزرة يهز العالم، وتم اقتراح جنازة كبيرة شعبية ورسمية
تحبس العالم بأسره، وإطلاق أسماء الأبرياء على المدارس والملاعب ورياض الأطفال
وإنشاء متحف يخصّهم ويذكرهم مدى الحياة، في الوقت الذي شهد العالم بالصورة المتحركة
مقتل الطفل السوري مجد أبو اللبن في حضن أبيه المغتال أيضا وعلاء الجبلاوي وهو ينزف
دما إلى أن مات وهو دون سن التاسعة برصاص
البوليس
السوري،
ومع
ذلك
تم
دفنها
جميعا
في
صمت،
بل
إنهم
بالرغم
من
أنهم
دون
التاسعة
تم
وضعهم
ضمن
قائمة
الارهابيين.
كما أن الباحثين الأمريكيين والمختصين في علم النفس والجريمة باشروا منذ
أمس السبت دراسة الحالة النفسية للشاب القاتل آدم لنزا البالغ من العمر عشرين عاما،
وقد تغيّر الولايات المتحدة الكثير من قوانينها الخاصة ببيع وامتلاك الأسلحة
النارية ودعا مجلس الشيوخ لاجتماع طارئ لأجل دراسة الوضع الاجتماعي الذي وصف
بالخطير في الولايات المتحدة الأمريكية، ورغم أن الفضائيات والتطور الالكتروني في
العالم بلغ أقصى درجاته، إلا أن كل هاته الصور والقرارات التي تصل لا يتم نقلها أو
تقليدها، ويبقى التقليد يخص الحصص الفنية مثل أحلى
الأصوات
وسينما
الوقع
وغيرها
من
الحصص
الترفيهية
وأحيانا
الإباحية.
وموازاة مع إعلان الرئيس الأمريكي الحداد عندما أمر بتنكيس العلم الأمريكي
عن البنايات الحكومية والحزن المخيّم على كامل الشعب الأمريكي، توقفت الصحف
والقنوات التلفزيونية وكلها تابعة للخواص وليس للدولة عن نشر أو بث أي مواضيع أخرى
وحوّلت انشغالها الأول إلى البكاء على قتلة نيوتوان والبحث عن السبل التي تتفادى
بها الولايات المتحدة مثل هاته المآسي كما قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وهو
ما جعل غالبية أولياء القتلى من الأبرياء من الأطفال يطمئنون ويقدرون تحرك الدولة
الأمريكية وتعاطف الشعب الأمريكي معهم في جو من
التآخي
نفتقده
كثيرا
في
العالم
العربي
والإسلامي.